الى القارى الكريم هذا الكتاب سهرت عليه ليالي طويلة . وصرفت من وقتي الكثير حتى وصلت به الى الحد الذي ارى فيه فائدة للقارىء الكريم واني لاغتبط ان ابرزه الى الوجود قبل ان اغادر هذا العالم شاكراً للصحافي المجاهد والصديق الاديب انطونيوس سليمان نقولا الكفر حلداوي صاحب مطبعة العروس الغراء عنايته بطبعه واخراجه بالحلة التي يراها القارى، العزيز . وقد اسميته«كتاب انارة العالم» في تحقيق علم الجغرافية . وهو يتضمن معرفة هيئة سطح الارض وثباتها وكيفية حركة الكواكب وسرعة سيرهـا وغير ذلك من الحقائق الصائبة والبراهين العقلية والتاريخية والطبيعية . وعسى ان يقدر حضرة المطالع ما يحتويه هذا الكتاب بين دفتيه من الفوائد العلمية والبراهين الجلية حق قدرها الموءلف يوحنا جرجس ابي زيد الدوماني اللبناني بعد المقدمة . ان علم الجغرافية الحقيقية لا يخفى على إبصار وافكار الفقهاء والمفكرين وقد رأيت بعد درس طويل وتنقيب في بطون الكتب الجغرافية وتدقيق وتفكير كبير ان اعتقادات البشر في ان الأرض تدور فاسدة ، وان مــا يلقنونه الاحداث في المدارس عن العلوم الفلكية مغلوط فيه ، وبعد جهد عظيم توصلت بان تعاليمهم عن كروية الأرض ضد الصواب وليس لديهم اراء سديدة تثبت ذلك وكذلك تعاليمهم واقوالهم عن ثبات الشمس كل ذلك يعاكس الهيئة الطبيعية والكتب الدينية والقوات العقلية وبمــــا ما اني ادركت فساد قولهم بكروية الارض وحركتهـــا وانه من الظلم ان يتركوا وشأنهم يسممون افكار انـــاشـــة بهذه التعاليم المغايرة الصواب ، جئت بكتابي هذا اظهر ننملاء فساد قوالهم معلن لهم الحقيقة والمبادى، الصحيحة بشأن هيئة سطح الارض وثباتها وحركة الشمس الكروية فوقها وسائر الكواكب ،، وعلى هذا الجوهر العظيم الفت هذا الكتاب واسميته : كتاب انارة العالم » يتضمن مجموعة الحقائق الفلكية بعبارت وضحة سهلة الاسنوب لا ينتبـث على احد فهم معانيها ولا يحتاج الى قاموس لايضاح كلماتها ، ورأيت ان اضع كتاباً في اللغة الانكليزية تعميماً للفائدة واظهاراً للحقيقة التي طمست حتى على عقول الفلكيين والطبيعيين وقد انجذته في ۱۳ ايار سنة ١٩١٠ ،، وما قصدي من وراء هذا المجهود غير افساد مزاعمهم بان الارض غير كروية متحركة بل مسطحة واقفة الحركة ، وبان الشمس كوكب سيار، ثم ليست الغاية الشهرة او المال لا بل كما قلت مراراً اظهار الحقيقة للملاء ببراهين قوية وحجج دامغة ، ولعلي بذلك اخدم ابناء امتي وادلهم عَلَى مواطن الاخطاء فيتجنبوها ، وعلى مراتع الخير فيرتادونها ، ومتى ادرك الانسان حقيقة تركيب الجوهر بطل اعتاقده بما يعاكس الحقيقة ، وارجو ان اكون في جهدي الفكري العظيم خدمت ،القارى العزيز وساعدته على بلوغ الحق وانالة الارب عن طريق غير مكد ولا متعب ، وراجياً من كل فرد ان يستعمل شعوره و احساساته وعقله وفكره كما فعلت ، فيدرك حالا ان الشمس غير ثابتة وان الارض غير متحركة ، ويعلم الشيء الكثير عن القمر والنجوم والغيوم وغير ذلك مما يرغب في معرفته. افتح قلبك يا اخي واستخدم قواك العقلية ، فحالا تدرك الفرق بين النور والظلام ، واقرأ كتابي هذا في ساعات فراغك وحيث الأحركة ولا ضجيج وقابل ما بينه وبين ما وضعه علماء الفلك والطبيعة ، والكتب الدينية فترى اني لم أصرف هذا الوقت الطويل في تأليط هذا الكتاب سدى ان في صفحات هذا الكتاب ـ ايها المطالعون ـ فوائد جمة للبشر في الوقت الحاضر وفي المستقبل ، وهو خال من الكذب والضر والاذى ، ولم اضعه طعنـــا في عمر وذما في زيد واذا غلط انسان وحاد عن الطريق عن غير قصد يجب ان لا ترجمه او نستخف به، وكما ان الكاتب اذا غلط بحسابه وتغافل عن واجباته ينبغي لنا ان ننبهه ونلفت نظره الى الصواب بلطف لان العصمة الله وحده والكمال له سبحانه وتعالى ... واما نحن البشر فغير معصومين عن الاغلاط ، لاسيما في المسائل العلمية فالفات انظار الموءلفين الى اغلاطهم جائز حتى يتم الفرح والسرور واما اكتشافي في ثبات الارض وفي حركة الكواكب فأنى الوحيد الذي تصدى لهذا البحث الدقيق لاني منذ كنت صغيراً وانا منكب على الابحاث الفلكية فعلمت ان الارض غير متحركة ، وان الشمس غير ثابتة ، وقد اخذت الصواب من الاشياء التي تضحض من زعم ان الارض غير ثابتة والشمس |